طوباس ترحب بكم

DSC_7026

DSC_7023DSC_7024DSC_6887DSC_6898DSC_6901

DSC_6966

photo by irene kaileh

DSC_6894

photo by irene kaileh

DSC_7010

photo by irene kaileh

DSC_6949

photo by irene kaileh

DSC_6956

photo by irene kaileh

سلفيت: قرى وبلدات بكنوز منسية يحاصرها الاحتلال!

الكاتب: آيرين كيلة


الطراز المعماري المنسجم مع البيئة المحلية في البلدة القديمة في دير استيا

خاص بآفاق البيئة والتنمية

أبنية معمارية تاريخية قديمة في البلدة القديمة بدير استيا العمارة التاريخية الجميلة في البلدة القديمة بدير استيا

 تمتلك بلدة دير استيا شمال غرب محافظة سلفيت مقومات تجعلها من أهم المناطق، إذ تعتبر من حيث المساحة التي تبلغ 3600 دونم ثاني أكبر المناطق في الضفة، كما أن فيها أبنية معمارية تاريخية قديمة ما زالت متماسكة مرت بثلاثة عصور وهي الروماني والمملوكي وآخرهم العثماني.

طراز معماري نموذجي في البلدة القديمة بدير استيا مبنى تراثي في قرية دير استيا

خضعت البلدة التي تحتوي على المضافات والمراكز لترميمات عديدة جعلت مبانيها المتهالكة تصمد وتعود الحياة لها بعد كل هذه العصور، اذ يسكن أصحابها فيها إلى الآن لحمايتها من الإندثار.

 تعتمد البلدة على الزراعة كمصدر لكسب العيش، اذ يعتبر زيتونها الأكثر جودة في محافظة سلفيت، وتوجد فيها أهم المناطق الزراعية والأكثرها سياحية المعروفة بمحمية وادي قانا.


وادي قانا المستهدف من الاحتلال لأغراض التوسع الاستعماري

وادي قانا..محمية تستغيث!

يعتبر وادي قانا شمال غرب بلدة دير استيا شرق سلفيت من أكثر المناطق السياحية استهدافا من قبل الاحتلال، وذلك لما تتمتع به من طبيعة خلابة ووجود أشجار حرجية ونباتات نادرة فيها، إضافةً إلى الحيوانات البرية والينابيع التي جف أغلبها بسبب نهب مياها من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى تغيير ملامحها وبناء االبؤر الاستيطانية على أراضيها التي تبلغ مساحتها 12 ألف دونم.

يقول رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان، إن المحمية هي الأكبر في فلسطين ولكن الاحتلال يسيطر عليها كاملة منذ النكسة عام1967، حتى الأراضي الخاصة (الطابو) التي يملكها المزارعون منذ عهد العثمانيين يقيد الاحتلال عملهم ويمنعهم من زراعة الأشجار فيها أو حتى بناء الجدران الاستنادية الحجرية، بحجة تغيير معالم المحمية الطبيعية، اذ وصلت مؤخرا اخطارات لهدم سناسل طول أحدها 31 مترا وأخرى 70 متراً، بالإضافة لإخطارات قلع أكثر من مئة شجرة يبلغ أعمارهم 10 سنوات، واخطارات لإزالة خزانات مياه.

“اخطارات الجدران الاستنادية سابقة خطيرة لأن الاحتلال لم يكن يُخطر بإزالتها من قبل، وهذا يهدد وجود الأشجار الحرجية والنباتات النادرة في المحمية”.أوضح زيدان

من فترة قصيرة اقتلع المستوطنون الذين يحاصرون الوادي بثماني مستوطنات، عشرات الأشجار التي غرستها وزارة الزراعة وعدد من المؤسسات الفلسطينية في المحمية.

مضايقات الاحتلال لا تقف عند هذا الحد فقط، بل وصلت إلى اغلاق خمسة طرق زراعية أمام المزراعين ما عرقل وصولهم إلى أرضهم، وبعد الاحتجاج 11 أسبوعا تم فتح طريق لهم بحسب ما قاله المهندس صالح عرفاني مدير دائرة المياه والصرف الصحي والتخطيط في بلدية سلفيت، مؤكدًا أن البلدية ستتجه للمسار القانوني للحفاظ على المحمية وحمايتها من الاحتلال.

المزارع نصار منصور في وادي قانا، يمتلك 13 دونما من الليمون والبرتقال ويعمل في الأرض التي ورثها عن أجداده، ويحيمها من اعتداءات المستوطنين الذين يعمدون إلى اقتلاع أشجاره باستمرار، اذا يقول: أنهم اقتلعوا أشجاره أكثر من مرة ولكنه أعاد زراعة غيرهم.


وادي قانا

“الاحتلال يتحجج بأن هذه المنطقة محمية طبيعية ويمنعنا من زراعة الأشجار ولكن هم يبنون المستوطنات”. يقول منصور

يواجه المزراعون في الوادي أيضا صعوبة تسويق المنتجات وذلك كون المنتجات الإسرائيلية تسيطر على السوق، الأمر الذي يمنع تسويق منتجاتهم وعدم تحقيق الربح المطلوب.

ورغم ذلك تعتاش عائلة منصور المكونة من خمسة أفراد من هذه الحمضيات الذي تدر عليهم دخلاً جيداً منذ سنوات.

الأمر في المحمية، لا يقتصر على اقتلاع الاشجار فقط ولكن المياه العادمة التي تتسرب من المستوطنات الجاثمة على المحمية، والتي تؤثر على المزروعات، وكذلك على الينابيع الموجودة في المنطقة التي تعمل على تلويثها.

صالح منصور مزارع حمضيات من سكان دير استيا، يمتلك 40 دونما في الوادي، يصف الوضع العام في المنطقة بالصعب بسبب اعتداءات المستوطنين عليهم  قائلا: “اقتلع المستوطنون أشجار 3 دونمات من أرضي، عدا توجيهم الألفاظ البذيئة لي، وكذلك ضخ المياه العادمة التي تتسرب كل 10 أيام من المستوطنات”.


مزارع في وادي قانا

مدير عام خدمات المزارعين في وزارة الزراعة ايمان جرار، توضح ان محافظة سلفيت من أكثر المناطق المهددة باستمرار من قبل الاحتلال يحيط بها 24 مستوطنة، وبسبب طبيعة المنطقة الجبلية والخلابة، تعتبر منطقة خيرات لكن يتعرض المزارعون للاعتداءات ومضايقات المستوطنين وخاصة في المناطق القريبة من المستوطنات، مثل وادي قانا وكفر حارس ومسحا ودير استيا.

يذكر أن مجلة آفاق البيئة كانت قد تطرقت في تقارير سابقة لموضوع محمية وادي قانا.


مصانع مستعمرة بركان تخرب النظام البيئي الجميل في دير استيا ووادي قانا

بركان..مستوطنة تبعث ملوثات خطيرة!

ليس بعيدا عن دير استيا تقع مستوطنة “بركان”  الصناعية التابعة لـمستعمرة “أرئيل” شمال غرب مدينة سلفيت التي أقيمت على أراضي قرى حارس وقراوة بني حسان وسرطة عنوة منذ عام 1981، يهدد فيها  80 مصنعا من أكبر مصانع الاحتلال التي تعمل أغلبها بملوثات ومواد كيميائية خطيرة على صحة الإنسان والبيئة، مثل مصانع دباغة الجلود والمبيدات وغيرها الكثير عبر النفايات التي تلقيها في أراضي المواطنين.

اذ تؤكد جرار بأن المصانع الإسرائيلية أغلبها لها أثرٌ سلبي وخطير على البيئة الزراعية وصحة الإنسان، بسبب النفايات التي تلقيها دائما في مناطق تماس مع الفلسطينيين.

عبد الكريم بولاد مدير قسم صحة البيئة في مديرية الصحة في محافظة سلفيت أكد أن المستوطنات وخاصةً “بركان” تحمل الكثير من الملوثات الخطيرة عبر المياه العادمة المتجهة أسفل الوادي والمسببة للأمراض”.

ولفت بولاد إلى التغير الجيولوجي الذي تُحدثه المستوطنة في البيئة مثلا حيوان “الوبر الصخري” انتقل من الأماكن الجبلية البعيدة إلى الأماكن القريبة من التجمعات السكنية بفعل المستوطنات.

 


وادي المطوي قضاء سلفيت

المطوي…من وادٍ سياحي لوادٍ مهجور!

تعد عين وادي المطوي غرب سلفيت أحد أهم مصادر المياه التي تزود سلفيت ومناطق أخرى بمياه الشرب، لكنها مهددة بالتلوث بسبب المياه العادمة التي تلتقي في الوادي عبر مصدرين وهما خط مستوطنة “ارئيل” وخط مدينة سلفيت الذي يشمل 70% من المدينة، ويمرّ من قريتي بروقين وكفر الديك، الأمر الذي أثّر على البيئة وساهم في تقليص الأراضي الزراعية وكذلك التأثير سلباً على صحة المواطنين، وخاصة أن المياه العادمة لا تبتعد عن مصدر النبع الرئيسي سوى 20 مترا.

أكد عرفاني، على أهمية هذا النبع المهدّد مستقبلا بالتلوث من “المجاري” القريبة منه، وخاصة أن الجدران التي تم بناؤها من قبل البلدية لا يُضمن بقاؤها صامدة للمنع أو الحد من تسرب “المجاري” لمياه النبع وفي حال تسربها سيتم اغلاق النبع.

“المياه العادمة أثرت كثيرا على هذه المنطقة، اذ كانت مكاناً سياحياً يرتاده مئات المواطنين لكن بسبب التلوث والروائح الكريهة التي تنتشر في المكان، نفر المعظم من المكان، ما جعل الوادي مكانا مهجورا  لا يحوي الإ الخنازير” يقول عرفاني.

وأشار أيضاً إلى أن الاحتلال يفاقم المشكلة بمنعه انشاء محطة تنقية لحل مشكلة المياه العادمة بحجة اقامتها في منطقة مسماة “ج”، رغم وجود كامل الموافقات ويشترط أن تكون مشتركة بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهو أمر ترفضه الجهات الفلسطينية، لأنه يشرعن الاستيطان، ما أجبر القائمين على المشروع الانتقال إلى منطقة أخرى من ناحية فنية، لا تصلح لإنشاء المحطة كونها ضيقة.

وبخصوص آبار المياه الجوفية يقول عرفاني أن الاحتلال يمنعنا من حفر الآبار لمحافظة سلفيت، إذ تم رفع كتب رسمية للسلطات الإسرائيلية منذ عام 1998، لكن السلطات تعتبره خطاً أحمر.

وتعاني المحافظة من نقص حاد في المياه وخاصة في فصل الصيف، اذ يصف عرفاني أن سلفيت تكون عطشى في ظل تخفيض كمية المياه %30، وخاصة أن المدينة تحتاج 2500 متر مكعب يوميا.

يُذكر ان مصدر المياه في سلفيت يأتي قسم منه من نبع وادي المطوي وقسم آخر من الاحتلال، عن طريق دائرة مياه الضفة الغربية.

فيما أوضح رئيس قسم صحة البيئة في مديرية صحة سلفيت عبد الكريم بولاد، انه جرى منذ عام ونصف نقل خط مجاري مدينة سلفيت من وادي المطوي إلى قرية بُرقين وما تبقى في الوادي هو خط مستوطنة “أرئيل”، معتبرا أن ذلك خفّفَ من المشكلة التي تعاني منها المنطقة المذكورة  50%.

فيما تعمل سلطات الاحتلال على إنشاء خط ناقل آخر بعد جدار العزل في سلفيت.

 


كنوز معمارية منسية في خربة قرقش

“قرقش” خربة قديمة مهددة بالمصادرة!

قبل أكثر من ألفي عام كان الرومانيون يستخدمون الخُرب في حياتهم، منها الموجودة شمال شرق قرية بروقين إلى الغرب من مدينة سلفيت التي يطلق عليها “قرقش” أو خربة “الشمس والقمر” نسبة للنقوش الموجودة على بعض معالمها القديمة، وبنوا فيها الغُرف والكهوف وأربعة مدافن منحوتة داخل الصخر وأربع برك.

مدير دائرة السياحة والآثار في محافظة سلفيت منتصر موسى يقول أن الخربة موجودة منذ العصر الحديدي لكنها مرت بعدة فترات منها الفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية، إذ تحتوي الخربة على مسجد يعود للفترة الأخيرة.

تقسّم الخربة إلى قسمين العلوي والسفلي، القسم الأول يحتوي على المباني السكنية، أما السفلي فيحتوي على برك يتراوح حجمها بين متوسط إلى كبير، مع معاصر وقبور بالإضافة إلى المحاجر، بحسب ما أوضحه موسى.

 يهدد الاحتلال اليوم بمصادرة الأراضي التي تقع عليها الخربة البالغة مساحتها 8 دونمات، اذ انه يسلب جزءاً من أراضيها لصالح مستوطنة بركان الصناعية التي تجثم على أراضي القرية، ففي الجهة الشرقية للخربة يقع مصنعٌ للحديد، كما يحاول السيطرة عليها عبر مسارات ورحلات سياحية بيئية تنظم للمستوطنين، ويمنع الاحتلال فتح طرق باتجاه الخربة بحجة أنها أرض مصنفة ضمن المناطق المسماة “ج”.

في هذا الخصوص أكد موسى أن الاحتلال يحاول سلب أرض الخربة التي تتعرض باستمرار لعمليات سرقة ونبش أيضا، وخاصة ان موقعها لا يبعد سوى أمتار عن “أرئيل” الصناعية، وان أكثر من 90% من المواقع الأثرية في سلفيت تقع ضمن المناطق المسماة “ج” حيث يُمنع العمل فيها، عدا عن المواقع التي أخذها الاحتلال بعد بناء الجدار وقال ان معظم المستوطنات في المحافظة أقيمت على أنقاض خُرب مثل خربة دير سمعان.

وأضاف موسى انه كجهة مسؤولة فسيعمل على تنظيم مسارات وجولات لمثل هذه المناطق، للتأكيد على الأحقية الفلسطينية التاريخية، وتم مؤخراً افتتاح شارع باتجاه الخربة رغم مضايقات الاحتلال ومنعهم أكثر من مرة من حفره.

يذكر أن هناك عددًا من الخرب القديمة في القرية، مثل خربة جلال الدين، وخربة قرقش، وخربة الفخاخير، وخربة الرأس.