القصور القديمة…تصميم أتقنه الاجداد للاعتناء بالارض

120

                                                                                   Photo by: IreneKaileh@2013

تجدها هنا وهناك، قريبة من أشجار الزيتون “الرومي” ومن بساتين التين والعنب، أنها “القصور القديمة، ورغم بساطة البناء والتصميم المتميز والمتقن فيها، إلا أنها لم تخل من لمسات فنية، عكست صمود أصحاب الارض وارتباطهم بها ومكوثهم ساعات طويلة بها.

“القصر” هذا المصطلح القديم، لم يكن يطلق على البنايات الشاهقة كما هو الحال اليوم، وانما هو بناء بسيط يتكون من غرقة واحدة لا يتعدى ارتفاعها خمسة امتار، يدخلها المرؤ من باب لا يتجاوز ارتفاعه المتر الواحد، يعلوه سقف يتزين بدرج حجري، ومن الداخل فالبناء يضيق عموديا، فيما خصص مكان جميل “مشكاة” توضع فيه قناديل الانارة.

150

Photo by: IreneKaileh@2013

القصور او ما تبقى منها، بحجارتها الصخرية التي تركت غير منحوته لمنظرها الجميل خارجيا، كانت تعج قديما وخاصة في المواسم المختلفة بالعائلات الفلسطينية، والتي لم تكن تقو على السفر اليومي من وإلى الارض، وبالتالي تجد في تلك القصور ملاذا آمنا، تعيش فيه لأيام وأسابيع حتى تنتهي من مواسمها.

وغير الجانب العمل لهذه القصور، إلا أنها حملت بين جنباتها جانبا معنويا، فهذه الابينية البسيطة عكست مدى انتماء الاجداد للأرض والفلاحة قديما.

ولضيق مساحة القصر اعتادت المرأة المكوث في داخلها بينما كان الرجل يقضي معظم وقته بعد انتهاء العمل اعلاه.

وتنتشر القصور، او آثارها، في العديد من الارياف الفلسطينية حيث استطاعت هذه الابنية الحفاظ على منظرها بشكلها المعماري البسيط والمتقن، لعقود خلت، فيما لم تفلح الطبيعة بتقلباتها أن تنال من عزيمتها.

المفقرة.. خربة فقيرة لكنها رمز للصمود

DSC00770

Photo by: Irene kaileh@

هنا ليس فقط الطبيعة تلقي بقسوتها على البدو، وانما بني البشر أيضا، لكن من يتحمل قساوة الطبيعة، لن يعجز عن مواجهة البشر إذا ما أرادوا عنوة سلبه أبسط مقومات الحياة.

نحو الجنوب الشرقي من يطا في جنوب الخليل تقع خربة المفقرة التي يحاصرها الاف المستوطنين من كل الجهات، بهدف احباط صمود البدو في اراضيهم وتهجيرهم منها، يعتدي المستوطنون يوميا عليهم اما بتدمير المنازل او بقطع الاشجار او حتى تسميم المياه والمواشي.

يعيش في هذا التجمع نحو ثلاث عشرة عائلة وبعض بيوت هذه العائلات تعرضت للتهديد بالهدم او دمرت، تقول سوسن احدى المواطنات التي تعيش في الخربة، أن الاحتلال هدم منزلهم الذي كان قد شيد حديثا ومنعت واهلها من المكوث في المغارة التي كانوا يتخذونها مأوى لهم وللأغنامهم، باعتبار ان الاحتلال يحرم بدو المفقرة من البناء ولا سبيل لهم الا العيش في المُغر، وهم الان ممنوعون من الاقتراب منها او العودة للعيش فيها مجددا.

وتقول ان الاحتلال سمم 100 رأس غنم خلال اسبوع واحد فقط والتي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.

وتضيف ،نتعرض باستمرار للاعتداءات المستوطنين أثناء ذهابنا للمدارس او الجامعات، نحن خمسة اخوة نضطر للاستيقاظ مبكرا للذهاب مشيا على الاقدام للوصول للقرية التوينة بعد ان قطع الاحتلال الطرق الرئيسية التي كانت تستغرق فقط دقائق للوصول اليها.

حافظ الهريني منسق اللجان الشعبية في الخليل،يقول بان هذه المنطقة مهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال بحجة انها منطقة تدريب عسكري.

ذلك عدا عن حرمان بدو المفقرة من امدادات شبكات المياه والكهرباء مما يضطروا للشراء المياه والاكتفاء بالاضاءة البدائية.

ويضيف الهريني بان سياسة الاعتقال والاغلاقات متواصلة امام مواطني المفقرة اذا قطع الاحتلال الطريق الرئيسية للقرية التوينة منذ عام ٢٠٠٤ التي تستغرق فقط خمس عشر دقيقة كحد اقصى للوصول للمدارس، واما الان بعد الطرق الالتفافية يضطر طلاب المفقرة الخروج مبكرا للوصول.

ويؤكد الهريني،على دور اللجان الشعبية التي بدات بعملها منذ عام ٢٠٠٠ بدعم وتعزيز صمود المواطنين وذلك للحفاظ على احقيتهم بهذه الارض.

يقول ممثل خربة المفقرة محمود حمامدة “في عصر التكنولوجيا والتطور ما زالنا نعيش في الكهوف والمغر رغما عنا فالاحتلال يمنعنا من البناء في المفقرة لكننا لا نترك خربتنا وبقاؤنا أكبر تحدي للاحتلال”.

ويضيف حمامدة “أهم مضايقات الاحتلال لنا استمرار تهديدنا بهدم منازلنا،في عام 2011 هدمت قوات الاحتلال بيتي ومنعتني من إعادة عمارته وايضا هدمت مسجد الخربة، ذلك عدا عن الاعتقالات المتواصلة بحق ابناء الخربة دون تهم واضحة بحقهم إذا قبل فترة اعتقلوا ابنتي لمدة عشرة أيام دون سبب ومنعوها من العودة للخربة لكنها عادت وتحدت الاحتلال.

ويقول حمامدة بأن خربة المفقرة و18 خربة أخرى في المنطقة تواجه نفس المضايقات المستمرة بحق مواطنيها بحجة أن هذه القرى تقع على الخط الفاصل بين مناطق”ب” و”ج”.