Photo by: IreneKaileh@2013
تجدها هنا وهناك، قريبة من أشجار الزيتون “الرومي” ومن بساتين التين والعنب، أنها “القصور القديمة، ورغم بساطة البناء والتصميم المتميز والمتقن فيها، إلا أنها لم تخل من لمسات فنية، عكست صمود أصحاب الارض وارتباطهم بها ومكوثهم ساعات طويلة بها.
“القصر” هذا المصطلح القديم، لم يكن يطلق على البنايات الشاهقة كما هو الحال اليوم، وانما هو بناء بسيط يتكون من غرقة واحدة لا يتعدى ارتفاعها خمسة امتار، يدخلها المرؤ من باب لا يتجاوز ارتفاعه المتر الواحد، يعلوه سقف يتزين بدرج حجري، ومن الداخل فالبناء يضيق عموديا، فيما خصص مكان جميل “مشكاة” توضع فيه قناديل الانارة.
Photo by: IreneKaileh@2013
القصور او ما تبقى منها، بحجارتها الصخرية التي تركت غير منحوته لمنظرها الجميل خارجيا، كانت تعج قديما وخاصة في المواسم المختلفة بالعائلات الفلسطينية، والتي لم تكن تقو على السفر اليومي من وإلى الارض، وبالتالي تجد في تلك القصور ملاذا آمنا، تعيش فيه لأيام وأسابيع حتى تنتهي من مواسمها.
وغير الجانب العمل لهذه القصور، إلا أنها حملت بين جنباتها جانبا معنويا، فهذه الابينية البسيطة عكست مدى انتماء الاجداد للأرض والفلاحة قديما.
ولضيق مساحة القصر اعتادت المرأة المكوث في داخلها بينما كان الرجل يقضي معظم وقته بعد انتهاء العمل اعلاه.
وتنتشر القصور، او آثارها، في العديد من الارياف الفلسطينية حيث استطاعت هذه الابنية الحفاظ على منظرها بشكلها المعماري البسيط والمتقن، لعقود خلت، فيما لم تفلح الطبيعة بتقلباتها أن تنال من عزيمتها.