رام الله التي تجذب الألوف تستهوي الجرذان أيضاً في مشاهد باتت متكررة، لماذا وأين يكمن الحل؟

1
آيرين كيلة

لا اختلاف أن رام الله مدينة حضارية ومركزية تجذب آلاف الزائرين من الفلسطينيين خاصة والزوار الأجانب عامةً، لكن لا تذعروا اذا صادفتم وأنتم تمشون في شوارعها  فأرا أو جرذا يركض أمامكم، الأمر بات معتاداً عليه في شارع بنت جبيل (رُكَب سابقا) وليس للمارة فقط، بل لأصحاب عشرات المحلات التجارية الذين يعانون من تحركات الفئران المفاجئة.
صاحب محل للعطور في بنت جبيل يقول، “آخر فترة لاحظنا ظهوراً للفئران بكثرة وخاصة خلال ساعات النهار، على الرغم من عدم سهولة رؤيتها ومتابعتها في هذه الأوقات، وقبل فترة قصيرة أي من أسبوع فقط، تضرر محلٌ للألبسة النسائية اذا لاحظ تآكلاً في بعض القطع، وأكد انه خلال الأسبوعين الماضيين شاهد الفئران حول محله 3 إلى 4 مرات”.
ويضيف “علقت الجراذين عدة مرات في إطارات السيارات التي تصطف أمام محله”.
وأرجع صاحب المحل المشكلة وفق وجهة نظره، إلى تجمع النفايات في بعض الأماكن الخلفية المخفية لهذا الشارع، إذ دعا بلدية رام الله لمتابعة الموضوع والعمل بجدية على مكافحة المشكلة خوفا على البيئة والصحة معا”.
ويضيف “علقت الجراذين عدة مرات في إطارات السيارات التي تصطف أمام محله”.
وأرجع صاحب المحل المشكلة وفق وجهة نظره، إلى تجمع النفايات في بعض الأماكن الخلفية المخفية لهذا الشارع، إذ دعا بلدية رام الله لمتابعة الموضوع والعمل بجدية على مكافحة المشكلة خوفا على البيئة والصحة معا”.
في المطعم  المحاذي الذي يقدم مشروبات طازجة يوضح أحد عماله أنه يلاحظ باستمرار خروج الفئران من جحورها وفي الفترة الأخيرة لاحظها مرتين على الأقل، ويعتقد أن مصدرها يأتي إما بفعل مناهل الصرف الصحي في الشارع أو من إحدى العمارات القديمة المجاورة، مطالباً بإيجاد الحلّ.
أما في محل الزهور المقابل، فرأى صاحبه منذ أسبوعين فأرا يتحرك على مدخل الشارع والأمر ذاته لدى محل يبيع ملابس أطفال، حيث قضى صاحبها على فأر بعد ان تسلّل من الشارع عبر حفرة صغيرة لمحله”.
محلٌ آخر للعصائر الطبيعية قال صاحبه: “في الفترة الأخيرة قتل جاره في المحل المقابل ثلاثة فئران، وأضاف أن العام الماضي شهد فئراناً أكثر، ولكن بعض الإصلاحات الجديدة التي تمت في الشارع جعلتها تغادر جحورها فخف تأثيرها “.
في إفادة أخرى من مواطن أشار فيها إلى أنه وقبل أسبوعين، وتحديداً في تمام الساعة الـ 11 ونصف ليلا لاحظ في الشارع ذاته فئران، معتبرا هذا المشهد غير لائق لمدينة جميلة مثل رام لله، معتقداً ان ذلك يدلّ على إهمال من الجهات المسؤولة،  داعياً إلى الحد من انتشار الفئران في المنطقة والمناطق الأخرى حفاظا على الصورة الجمالية التي تتمتع بها المدينة.

انتشار الفئران وسط مدينة رام الله
الطاعون القاتل
الفئران حيوانات صغيرة تنتمي إلى طائفة الثدييات تختفي نهارا وتأكل ليلا، وتتألف من ثلاثة أنواع منها في فلسطين (الفأر النرويجي “المجاري”، وفأر الأسقف وفأر المنزل) تجذبها النفايات المتراكمة وأماكن تجمع الأوساخ، لذا يجب التخلص من النفايات وتخصيص براميل محكمة الإغلاق يمنع وصول الفئران إليها، ويجب تنظيف البيئة المحيطة تجنبا لأمراض الطاعون والتيفوس واللولبيات، بالإضافة إلى التهابات في الجهاز التنفسي والهضمي
تعيش الفئران بطبيعتها في البيئة المحيطة للبشر لذلك من السهل ان تنقل الفيروسات والجراثيم التي تسبب الأمراض للإنسان مثلها مثل الحشرات المختلفة، خاصة وأنها تتواجد في الأمكان المليئة بالنفايات والأوساخ وأحيانا في مناهل الصرف الصحي، الأمر الذي يشكل خطراً على الصحة العامة، فماذا إذا كانت هذه الفئران في شارع عام يعج بالمتسوقين والمطاعم والمحلات التجارية! لذلك تعدُّ مكافحتها عملية ضرورية تجنب الضرر للمواطنين.
رئيس قسم الحشرات والقوراض في دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة سامر صوالحة، أوضح” أن الفئران حيوانات صغيرة تنتمي إلى طائفة الثدييات تختفي نهارا وتأكل ليلا، وتتألف من ثلاثة أنواع منها في فلسطين (الفأر النرويجي “المجاري”، وفأر الأسقف وفأر المنزل) تجذبها النفايات المتراكمة وأماكن تجمع الأوساخ، لذا يجب التخلص من النفايات وتخصيص براميل محكمة الإغلاق يمنع وصول الفئران إليها، ويجب تنظيف البيئة المحيطة تجنبا لأمراض الطاعون والتيفوس واللولبيات، بالإضافة إلى التهابات في الجهاز التنفسي والهضمي، هذا عدا أن الفئران تحمل العديد من أنواع الحشرات الضارة مثل البراغيث والقراد والحلم”.
“اذا تعرض الإنسان لعضة الفأر تكون آثارها خطيرة ضارة وخاصة اذا كان المصاب من الأطفال فيكون الضرر أكبر”. يضيف صوالحة.
ومن ناحية أخرى تتسبب الفئران بمشكلة قد تكون أضرارها كبيرة، وذلك باتلافها الأسلاك الكهربائية الموجودة في الشارع ما يسبب تماساً كهربائياً وحرائقَ تهدد حياة المواطنين.

مناهل المجاري في وسط مدينة رام الله مليئة بالفئران
نصائح مهمة
أهم الخطوات اللازمة التي يجب اتباعها لتفادي ظهور الفئران هي التخلص من المواد المختلفة المتراكمة والمخزنة حول المباني السكنية والعمارات والمصانع والمحلات التجارية، مثل أكوام الحطب وبقايا مواد البناء والأخشاب والأوعية والبراميل، ثانيًا التخلص من الأعشاب والنباتات الزائدة  وإزالة أكوام النفايات حول المباني والجدران والساحات العامة وجوانب الطرق، بالاضافة إلى تنظيف المنازل المهجورة وإزالة ما تحتويه من مواد متراكمة وإغلاقها، وأخيرا اغلاق جميع فتحات المجاري واغلاق الحفر تحت الأرصفة وجوانب الشوارع التي يمكن أن تدخل منها القوارض وإجراء صيانة تامة مستمرة لها.
المهمة الأصعب
انه يمكن عدم استخدام المبيدات الكيمياوية أو السموم في المرحلة الأولى، وذلك بمنع الفئران من الحصول على العناصر الضرورية لبقائها مثل الغذاء والماء وأماكن الإختباء، لكن الأهم هو المحافظة على نظافة المكان سواء في المنزل أو حتى في الشارع، مع التركيز على التخلص من الأماكن التي تأوي القوارض حول الحاويات
تشبه مهمة القبض على الفأر كمهمة توم في مسلسل الكرتون الأمريكي( توم وجيري) إذ تمتاز الفئران بالذكاء والحذر وليس من السهولة مكافحتها.
قبل اللجوء إلى الطرق الاصطناعية لردع الفئران يقول صوالحة، “انه يمكن عدم استخدام المبيدات الكيمياوية أو السموم في المرحلة الأولى، وذلك بمنع الفئران من الحصول على العناصر الضرورية لبقائها مثل الغذاء والماء وأماكن الإختباء، لكن الأهم هو المحافظة على نظافة المكان سواء في المنزل أو حتى في الشارع، مع التركيز على التخلص من الأماكن التي تأوي القوارض حول الحاويات، واذا احتاج الأمر للمبيدات فهناك شروط يجب الانتباه لها واللالتزام بها، أولها: وضع المبيدات التي يجب ان تكون مسجلة لمكافحة القوارض في الصحة العامة في الممرات التي تسلكها الفئران وفي الزوايا والأماكن المخفية وقرب الجحور، وللحصول على نتائج أفضل تستخدم المبيدات السائلة في الأماكن التي لا تتوفر فيها مصادر ماء للفئران، مع استخدام الطعوم الجافة في أماكن توفر المياه، ثانيا: تكون ذات سمية منخفضة ومانعة للتخثر مثل البروديفاكوم والبرومديلون، ثالثا: توزع الطعوم في أماكن انتشار القوارض على مدار العام. رابعا: عند استعمال المبيدات من الضروري أخذ الاحتياطات لتجنب أضرارها على الإنسان، وخاصة الأطفال ويفضل وضعها في صناديق مغلقة لا يدخلها إلا الفئران”.

مناهل المياه العادمة في وسط مدينة رام الله  هي جحور مزدهرة للفئران
الحل عند البلدية
التخلص بشكل جذري من هذه المشكلة سواء بتنظيف المكان من النفايات أو حتى المجاري، التي أكدت الجمل ان المفتشين بالتعاون مع قسم الصرف الصحي في البلدية يتابعون هذا الموضوع وكخطوة وقائية يوزعون السموم ويضعونها في المناهل للقضاءعلى الفئران.

ودعت الجمل -أنه في حال واجه المواطنون مثل هذه المشكلة في أي منطقة وحي في رام الله- بضرورة التوجه للبلدية والتقدم بشكوى لحلها

توضح المهندسة ملفينا الجمل مدير قسم الصحة والبيئة في بلدية رام الله، “انه لم يرد أي شكوى بهذا الخصوص لقسم الصحة في البلدية، ولكن ما هو متبع لدينا في حال ورودنا أي شكاوى، ان المفتشين يفحصون المنطقة التي يتواجد فيها فئران ويكشفون عليها لتحديد أسباب ظهورها والتي قد تكون بفعل النفايات أو المياه العادمة وغيرها، بعدها يتم أخذ الإجراءات المناسبة لمكافحتها باستخدام المبيدات المرخصة والمخصصة لهذا الاستعمال، إلى جانب توعية المواطنين في المنطقة التي وردت منها الشكوى بالموضوع واعطائهم بعض التعليمات حول آلية التخلص بشكل جذري من هذه المشكلة سواء بتنظيف المكان من النفايات أو حتى المجاري، التي أكدت الجمل ان المفتشين بالتعاون مع قسم الصرف الصحي في البلدية يتابعون هذا الموضوع وكخطوة وقائية يوزعون السموم ويضعونها في المناهل للقضاءعلى الفئران.

ودعت الجمل -أنه في حال واجه المواطنون مثل هذه المشكلة في أي منطقة وحي في رام الله- بضرورة التوجه للبلدية والتقدم بشكوى لحلها.