فنان من غزة…يقاوم الاحتلال بمنحوتات رملية

Desktop467888

آيرين كيلة

الحجر ليس الوسيلة الوحيدة لمقاومة الاحتلال، ولكن النحت على الرمال وسيلة أخرى ايضا من شأنها ان تجسد وتسلط الضوء على واقع شعبنا الفلسطيني.

هذا ما يتخذه الفنان أسامة سبيتة 24 عاما من حي الشجاعية شرق مدينة غزة كوسيلة لمقاومة الاحتلال، فعبر رسوماته المتقنة والمكونة من حبيبات رمل شاطئ بحر القطاع يتحدى الحصار الذي يفرضه الاحتلال على موهبته والالاف مثله.

أول ما نحته الفنان سبيتة منذ سنتين ونصف،كان عبارة عن  مجسم ضخم لحمامة السلام وأخرى تمثل الحرية لأسرانا في سجون الاحتلال.

يقول سبيتة لـ فلسطين 24، انه يكرس جزءا كبيرا من عمله لفلسطين، اذا انه يرسم لوحات وطنية باستمرار، وكل حدث وطني يجسده عبر رسمة تعبر عن شعبنا وقضيتنا.

تأثر سيبتة كما الاخرين حيث يسكن في فترة العداون الأخير الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل كبير،ولكن الحرب دفعته على زيادة نشاطه ليبين للعالم كله انه بالرغم من الصعوبات والحصار والدمار والحروب والظروف الصعبة التي يواجهها أهلنا، الا ان غزة تحتضن مواهب على مستوى تستطيع منافسة مواهب العالم.

بدأ سبيتة رسم مثل هذه الرسومات منذ الصغر، ولكن لم يكن بمستوى ما يرسمه الآن وذلك لأنه حرص على تنمية موهبته دائما”.

يفضل سبيتة الرسم على رمال شاطئ غزة قبل الغروب بـ 3 ساعات، معتبرا ان الطقس يكون حينها مناسبا. قائلا،”انا أحب موهبتي وأحب الرسم، أكون متحمسا حتى أرى الصورة النهائية للمجسم الذي انحته على الرمل..

يحتاج الرسم على الرمل مجرفة حديدية صغيرة وبعض الالوان والجهد لأنه يتطلب ازالة كميات كبيرة من الرمال.

ومن أهم الرسومات التي حازت على اعجاب كبير على صفحات التواصل الاجتماعي هي منحوتة لجملة “الرسول محمد صلي الله عليه وسلم”.

ونحت اسامة الكثير من المنحوتات الوطنية مثل “الاقصى لنا”،”لن يقسم”، “فلسطين ستبقى حرة”، و”القدس لنا”، و”غزة = كرامة”، “حق العودة”، “مواهب محاصرة” وغيرها الكثير.

يجيد سبيتة، فنون كثيرة إلى جانب النحت  والرسم بالرمل، الرسم بالقهوة وبالزيت والخشب ويقوم بصناعة المجسمات والحرف اليدوية والمشغولات.

يقول سبيتة،” انا أرسم بكل شيء تراه العين المجردة، أصنع من لا شيء شيء، وأقوم بالتطريز الفلاحي والمدني ولكن للتسلية فقط  مع انني اجيده بشكل ممتاز جدا” معتبرا ان الرسم بالرمل هو الفن الوحيد الذي يمكن من خلاله توصيل الأوضاع الصعبه  التي يعيشوها أهلنا في قطاع غزة”.

أهم ما يواجه سبيتة من صعوبات في هذا النوع من الفن هو رمال بحر غزة  التي يعتبرها خشنة جدا ومن الصعب تثبيتها، اذ أنها تتفكك بسرعة، ولكنه يثبيتها بأفضل ما يمكن دون استخدام الماء بالرغم انه يحتاج لذلك.

يبين سبيتة، “ان فن النحت متعب جدا بالبداية كان يصاب بتمزقات عضلية قوية، ولكن مع الوقت اصبح جسمه مهيأ وأضاف ان الاصابة بالبرد في فصل الشتاء والإرهاق الشديد والانشغال في الوظيفة كمحاسب في شركة ايضا هي من الصعوبات..

ينهي سيبتة حديثه لوكالتنا قائلا، “للأسف حتى الآن لم أجد أي فرصة لموهبتي أو أي اهتمام من الجهات المعنية ويضف، ” ولكن انني أبذل جهدي بنفسي واسعى لتطوير قدراتي، وأتمنى أن أجد الدعم المناسب لتحقيق هدفي وهو ايصال القضية الفلسطينية لكل بقعة في العالم”.

أضف تعليق